كما يدل عليه ما أخرجه ابن أبي داود أيضاً، ولكن من طريق هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر قال لعمر وزيد:"اقعدا على باب المسجد، فمن جاء كما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه١".
قال الحافظ ابن حجر٢ (المراد بالشاهدين: الحفظ والكتابة) ٣.
وقد ذهب العلامة السخاوي٤ إلى أن المراد بشاهدين:
رجلان عدلان يشهدان على أنه كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أنه من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن٥.
وقال أبو شامة٦: وكان غرضهم أن لا يكتب إلا من عين ما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، لا من مجرد الحفظ.

١ كتاب المصاحف ١/١٦٩، وانظر جمال القراء ١/٨٦، والفتح ٩/١٤، واللطائف ١/٥٦، وكنز العمال ٢/٥٧٣، والمرشد الوجيز: ٥٥.
٢ أحمد بن علي بن محمد، المعروف بابن حجر العسقلاني، فلسطيني الأصل، من أعلام الحديث والتاريخ، مولده ووفاته بالقاهرة، ولد سنة: ٧٧٣هـ، وتوفي سنة ٨٥٢هـ، كثير التصانيف، من أشهرها: فتح الباري شرح صحيح البخاري، نخبة الفكر، تهذيب التهذيب، وتقريبه، لسان الميزان، الإصابة، بلوغ المرام،
(البدر الطالع: ١/٨٧، الأعلام: ١/١٧٨-١٧٩).
٣ الفتح: ٩/١٤.
٤ علي بن محمد بن عبد الصمد، علم الدين أبو الحسن السخاوي، ولد في سخا بمصر سنة ٥٥٨هـ، أو ٥٥٩هـ، من أبرز تلامذة الإمام الشاطبي، وأول من شرح قصيدته باسم: فتح الوصيد في شرح القصيد، ومن مؤلفاته: جمال القراء، هداية المرتاب، الوسيلة إلى شرح العقيلة، توفي في دمشق سنة: ٦٤٣هـ، (معرفة القراء الكبار: ٢/٦٣١، غاية النهاية: ١/٥٦٨، شذرات الذهب: ٥/٢٢٢، الأعلام: ٤/٣٣٢).
٥ انظر: جمال القراء: ١/٨٦.
٦ عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم أبو القاسم المقدسي الدمشقي، فلسطيني الأصل، المعروف بأبي شامة، لقب به لشامة كبيرة فوق حاجبه الأيسر، من أعلام القراء ومن أبرز تلامذة علم الدين السخاوي، ولد بدمشق سنة: ٥٩٩هـ، من أشهر مؤلفاته: إبراز المعاني من حرز الأماني، المرشد الوجيز، قتل في: ٦٦٥هـ، المعرفة: ٢/٦٧٣، الغاية: ١/٣٦٥، الأعلام: ٣/٢٩٩.


الصفحة التالية
Icon