فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا يدري ما آمره وما زاجره وما ينبغي أن يقف عنده ينثره نثر الدقل١.
وذكر ابن الجزري في النشر، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه سئل عن معنى الترتيل في قوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً﴾ فقال: هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف.
١ الدقل: التمر الرديء اليابس شبه عدم عنايتهم بالقراء -فهم حينئذ يرسلونها ويصدرونها مملوءة بالأخطاء غير فصيحة ولا مبينة- بنثر التمر الرديء.
أقسام الوقف:
لما كان علم الوقف ومعرفته مبنيًا على معرفة معاني الآيات وتفسيرها، اختلف العلماء في تقسيماتهم للوقف حسب اختلافهم في تحقيق المعاني، وكل ما ذكروه من أقسام لا يخرج بعضه عن بعض، وهو راجع إلى أربعة أقسام هي التي ذكرها أبو عمرو الداني وابن الجزري:
تام، وكاف، وحسن، وقبيح.
وبتتبعي واستقرائي لكلام العلماء في هذه الأنواع، والأمثلة التي ذكروها وجدت أنهم ينظرون إلى العبارة التي قبل موضع الوقف، والعبارة التي بعده، فيبحثون عن ثلاثة روابط أو عن أحدها، وبحسب