وإنما يبلغ القارئ الإتقان في ذلك بالتمرين والممارسة الدائبة وبرياضة اللسان على النطق الصحيح كما قال ابن الجزري:
وليس بينه وبين تركه | إلا رياضة امرئ بفكه |
قال الشيخ المقرئ علم الدين السخاوي في نونيته:
لا تحسب التجويد مدًا مفرطًا | أو مد ما لا مد فيه لواني |
أو أن تشدد بعد مد همزة | أو أن تلوك الحرف كالسكران |
أو أن تفوه بكلمة متهوعًا | فيفر سامعها من الغثيان |
للحرف ميزان فلا تك طاغيًا | فيه ولا تلك مخسر الميزان |
والأخذ بالتجويد حتم لازم
من لم يجود القرآن آثم
فجعله واجبًا شرعيًا يأثم الإنسان بتركه، وبه قال أكثر العلماء والفقهاء، ذلك لأن القرآن نزل مجودًا، وقرأه الرسول -صلى الله عليه وسلم- على جبريل كذلك، وأقرأه الصحابة فهو سنة نبوية.
ومن أدلتهم على الوجوب قوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ [٤: المزمل]. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف١.
١ النشر: جـ١ صـ٢٠٩.