واجب: وهو ما يتوقف عليه صحة النطق بالحرف، فالإخلال به يغير مبنى الكلمة أو يفسد معناها، وذلك مثل معرفة مخارج الحروف وتحقيقها، ومعرفة الصفات التي تتميز بها بعض الحروف: كالاستعلاء والإطباق في الطاء، وكالتفشي في الشين، ومثل: إظهار المظهر، وإدغام المدغم، وتفخيم المخم، وترقيق المرقق، ومد ما يجب مده وقصر ما يلزم قصره، ونحو ذلك من الأحكام المتعلقة ببنية الكلمة، فمن أخل بشيء من تلك فقد أخل بالواجب فيأثم مع القدرة على القيام به في محل الواجبات.
وهذا القسم من التجويد يلزم كل قارئ للقرآن تحقيقه على قدر طاقته، وبذل وسعه في إتقانه حتى يصحح نطقه بالقرآن ويسلم من الوقوع في التحريف والتبديل في كتاب الله.
صناعي: وهو ما يتعلق بالمهارة في إتقان النطق الصحيح، وذلك ببلوغ الغاية في تحقيق الصفات والأحكام، وضبط مقادير المدود ضبطًا دقيقًا لا يزيد نصف درجة ولا ينقص، بل بعض القراء يزن المدود بأدق من ذلك فيفرق بين ربع الحركة في الزيادة أو النقص، ويدخل فيه مراعاة المعاني الخفية في الوقوف فإن ذلك لا يدركه إلا المهرة في فهم القرآن.
وهذا القسم لا يتعلق به إخلال بالنطق، ولذا لا يجب على العامة إتقانه ولا يطالبون به ولا يأثمون بتركه؛ لأنه من أسرار هذا العلم وخفاياه التي لا يدركها إلا المهرة فيه.


الصفحة التالية
Icon