عدوها من الحروف المتوسطة، والراء كذلك فيها انحراف إلى مخرج اللام أو الياء، أي: أنها قابلة لأن تنحرف عن مخرجها إلى أحد المخرجين؛ لأن طرف اللسان لا يستقر بها في حيز محدد من الحنك الأعلى بل يتحرك ليسمح للصوت بالمرور في سهولة ويسر، ولذلك فإن الراء مع رخاوتها هي الحرف الوحيد الذي يتصف بالتكرير، إلا أنه لما لم تكن رخاوتها كاملة بل كان الصوت ينحبس انحباسًا يسيرًا في مخرجها عدوها متوسطة وسموا قابليتها لكلا الصفتين مع قابليتها للميل إلى كلا المخرجين: انحرافًا.
٥ التكرير في حرف واحد هو الراء، والمراد بتكريره: أن طرف اللسان لا يستقر عند النطق به بل يرتعد، وبارتعاده يتذبذب الصوت ويمر في المخرج دون ضغط ولا شدة، وهو حرف قابل لزيادة التكرير فلو ترك له العنان لازداد ارتعاد طرف اللسان به حتى تتولد عدة راءات، وهذا ما حمل بعض المجودين على القول بأنه يجب الاحتراس من التكرير ومرادهم الزيادة، يقول ابن الجزري في التمهيد:
ولا بد في القراءة من إخفاء تكريرها١.
أقول: وطريقة ذلك أن يترك الإنسان طرف لسانه يرتعد ارتعادة واحدة لطيفة خفيفة بعد أن يحاذى به أصول الثنايا ثم يلصقه بها حتى يمنع استمرار التكرير. وأوضح ما تكون هذه

(١) التمهيد: "ص ٢٨/ ط بمصر سنة ١٣٢٦هـ" وانظر النشر: ج١: ٢٠٤.


الصفحة التالية
Icon