الأولى: ضم الحروف المبسوطة بعضها إلى بعض لتُحصل الكلمات الثلاث: الاسم، والفعل، والحرف.
والثانية: تأليف هذه الكلمات بعضها إلى بعض لتحصيل الجمل المفيدة. وهو النوع الذي يتداوله الناس جميعا في مخاطباتهم وقضاء حوائجهم. ويقال له المنثور من الكلام.
الثالثة: ضم بعض ذلك إلى بعض ضما له مَبَادٍ ومقاطعُ، ومداخلُ ومخارجُ ويقال له: المنظوم
الرابعة: أن يعتبر في أواخر الكلام مع ذلك تسجيع ويقال له المسجع.
الخامسة: أن يجعل له مع ذلك وزن ويقال له الشعر.
والمنظوم: إما محاورة ويقال له الخطابة وإما مكاتبة ويقال له الرسالة.
فأنواع الكلام لا تخرج عن هذه الأقسام ولكلٍ مِنْ ذلك نظمٌ مخصوص والقرآن جامع لمحاسن الجميع على نظم غير نظم شيء منها.
يدل على ذلك أنه لا يصح أن يقال له: رسالة، أو خطابة، أو شعر، أو سجع كما يصح أن يقال هو كلام".
ولعل الخطابي قصد وصف الألفاظ وتعاطيها المعاني، والأصبهاني قسم الكلام وأنواعه، والاثنان لا يغنى أحدهما عن الآخر.
والسكاكي في مفتاح العلوم يرى أن إعجاز القرآن يدرك، ولا يمكن وصفه، ولا يدرك تحصيله لغير ذوى الفطرة السليمة إلا بإتقان علمي المعاني والبيان والتمرين فيهما (١).

(١) الإتقان صـ١٠١١، ومفتاح العلوم صـ٥١٢، ٥١٣.


الصفحة التالية
Icon