١- التصريح في جانبه بمادة الحل: ﴿أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ﴾ (المائدة: ١).
٢- نفي الإثم عنه: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ (البقرة: ١٧٣).
٣- الأمر به مع قرينه صارفة عن الطلب: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا﴾ (البقرة: ١٨٧). وغير ذلك كثير في هذا المجال (١).
خامسا: ومما تميز به أسلوب القرآن الكريم تصرفه في حكاية أقوال المحكي عنهم، بصياغتها على ما يقتضيه أسلوب إعجازه لا على الصيغة التي صدرت بها.. قال الطاهر بن عاشور: (فهو إذا حكى أقوالا غير عربية صاغ مدلولها في صيغة تبلغ حد الإعجاز بالعربية، وإذا حكى أقوالا عربية تصرف فيها تصرفا يناسب أسلوب المعبر، مثل ما يحكيه عن العرب، فإنه لا يلتزم حكاية ألفاظهم، بل يحكي حاصل كلامهم، وللعرب في حكاية الأقوال اتساع مداره على الإحاطة بالمعنى دون التزام الألفاظ، فالإعجاز الثابت للأقوال المحكية في القرآن هو إعجاز للقرآن لا للأقوال المحكية) (٢).
هذا طرف من بيان إعجاز القرآن في نظمه وأسلوبه، وبالجملة فهذا الوجه والذي قبله يقوم بهما لفظ القرآن، ويتفرد عن غيره من الكلام، وما أحسن قول أبى سليمان الخطايى (وإنما يقوم الكلام بهذه الأشياء الثلاثة: لفظ حامل، ومعنى به قائم، ورباط لهما ناظم، وإذا تأملت القرآن وجدت هذه الأمور منه في غاية الشرف والفضيلة، حتى لا ترى شيئا من الألفاظ أفصح ولا أجزل ولا أعذب من ألفاظه، ولا ترى نظما أحسن تأليفاً وأشد تلاؤماً
(٢) التحرير والتنوير: ١/١٢٠، ١٢١