سبحانه: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ (القمر: ٤٥). وقد نزلت هذه الآية في مكة، وقد حدث ما أخبرت به في المدينة في بدر بدقة كانت مثار عجب عند الصحابة رضوان الله عليهم أنفسهم، حتى إن عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما نزلت: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ قال: أي جمع يهزم؟ أي جمع يغلب؟ فلما كان يوم بدر رأى رسول الله ﷺ يثب في الزرع وهو يقول (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} فعرف تأويلها يومئذ) (١).
رابعا: إخباره بدخول النبي ﷺ والمسلمين المسجد الحرام آمنين، وذلك في قول الله تعالى: ﴿َقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً﴾ (الفتح: ٢٧). وقد تحقق ذلك ودخله النبي ﷺ وأصحابه في عمرة القضاء (٢).
خامسا: إخباره بانتصار الروم بعد هزيمتهم المنكرة أمام الفرس، وذلك في قول الله سبحانه: ﴿غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ. فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ (الروم: ٢-٥).

(١) يراجع في ذلك: تفسير ابن كثير ٤/٢٦٦
(٢) السيرة النبوية الصحيحة: ٢/٤٦٥


الصفحة التالية
Icon