مقدمة

...
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: فقد أنعم الله ﷺ على الإنسان بنِعَمٍ لا تُعَدُّ ولا تُحْصَى، ومن أَجَلِّ هذه النِّعم وأعظمها هذا الكتابُ العزيز، يعلِّمه ويرشده، واصطفى له سيد البشر لأداء الرسالة المنوطة به، وقد احتفل المسلمون بهذا الوحي الكريم أيَّما احتفال، ورأَوا مِنْ واجبهم اللازم خدمته، والتسابق إلى بيان كنوزه ودلالاته، وكان مِنْ فريق العمل الذي نشط لدَرْسه وتدبُّره ثلة من الأولين، عُنُوا بلغته، فلم يألوا جهداً في رعايتها وصيانتها، وما دفعهم إلى ذلك إلا رغبتهم في خدمة التنزيل العزيز، والتشرُّف بأن يكونوا إلى جانب مأدبة الله.
وبحثنا هذا غيض من فيض، يلقي الأضواء على طرف يسير من هذه الخدمة، ولولا الإيجاز الذي اضطررنا إليه لاحتمل زيادة الكثير من الصفحات.
وقد اعتمدنا في كتابته المنهج الوصفي، واجتهدنا في توثيق موارده، واخترنا مصادره من الأصيل السالف، والنظر المعاصر، بحسب ما يلزم سياقه، والتزمنا بعنوان كل مبحث، فلم يكن بحثنا في عناية المسلمين بعلوم اللغة العربية على نحو عام، وإنما قَيَّدَنا هذه العناية بخدمة القرآن الكريم. وقد جاء البحث في سبعة مباحث على النحو التالي:
المبحث الأول: عناية المسلمين باللغة خدمة للقرن الكريم.
المبحث الثاني: عناية المسلمين بالنحو خدمة للقرآن الكريم.
المبحث الثالث: عناية المسلمين بالبلاغة خدمة للقرآن الكريم.
المبحث الرابع: عناية المسلمين بالشعر خدمة للقرآن الكريم.
المبحث الخامس: عناية المسلمين بتوجيه القراءات في ضوء العربية خدمة للقرآن الكريم.


الصفحة التالية
Icon