ومن ذلك ما قاله ابن قتيبة (١) :((قوله: ﴿وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ﴾ (البقرة: ١٧٣) أي: ما ذُبح لغير الله، وإنما قيل ذلك لأنه يُذْكر عند ذبحه غيرُ اسم الله فيظهر ذلك، أو يرفع الصوت به، وإهلال الحج منه، إنما هو إيجابه بالتلبية. واستهلال الصبي منه إذا وُلِدَ، أي صوته بالبكاء)).
٧ - وثمة دراسات في ((الفروق اللغوية)) أفاد منها المفسرون كثيراً، واختلفَتْ وجهات نظرهم في توجيه كثير من الآيات القرآنية. ومن هذه الدراسات ((كتاب الفروق في اللغة)) لأبي هلال العسكري، يقول في مقدمته: ((وجعلت كلامي فيه على ما يُعْرض منه في كتاب الله وما يجري في ألفاظ الفصحاء والمتكلمين وسائر محاورات الناس)) (٢)، ومن أمثلته في كتابه (٣) :((الفرق بين الهداية والإرشاد أن الإرشاد إلى الشيء هو التطريقُ إليه والتبيين له، والهداية هي التمكُّن من الوصول إليه، وقد جاءت الهداية للمهتدي في قوله تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ (الفاتحة: ٦)، فذكر أنهم دَعَوا بالهداية وهم مُهْتدون لا مَحالةَ، ولم يَجئ مثل ذلك في الإرشاد، ويقال أيضاً: هداه إلى المكروه، كما قال تعالى: ﴿فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ﴾ (الصافات: ٣٣).
وقد ذهب جماعة من العلماء إلى وجود الترادف في العربية وقالوا:

(١) تفسير غريب القرآن ٦٩.
(٢) الفروق ٢.
(٣) الفروق ٢٠٣.


الصفحة التالية
Icon