للأنباري))، و ((المكتفى في الوقف والابتدا)) لأبي عمرو الداني، و ((منار الهدى في بيان الوقف والابتدا)) للأشموني.
١٠ - وبعض هذه الدراسات المتصلة بعلوم العربية انصبَّ على ((مشكل القرآن))، وكان الدافع إليها الحِرْصَ على لغة القرآن، وردَّ المطاعن والشكوك التي أُثيرت حولها (١). ومن أبرز الكتب في هذا الجانب ((تأويل مشكل القرآن)) لابن قتيبة، وقد حدَّثنا عن خدمته للتنزيل العزيز بقوله (٢) :((وقد اعترض كتابَ الله بالطعن مُلْحدون، ولَغَوْا فيه وهجروا، واتَّبعوا ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، بأفهامٍ كليلة، وأبصار عليلة ونظر مدخول، فحرَّفوا الكلام عن مواضعه، وعدلوه عن سبله، ثم قَضَوا عليه بالتناقض والاستحالة واللحن، وفساد النظم والاختلاف. فأحبَبْتُ أن أَنْضَحَ عن كتاب الله، وأرمي مِنْ ورائه بالحجج النيرة والبراهين البيِّنة، وأكشف للناس ما يَلْبِسون)).
وقد بدأ ابن قتيبة موضوعات كتابه بالحكاية عن الطاعنين والردِّ عليهم في وجوه القراءات، وساق زعمهم في وجود اللحن في القرآن والتناقض والاختلاف والمتشابه، وتكرار الكلام والزيادة فيه، ومخالفة ظاهر اللفظ معناه، وعقد باباً سَمَّاه ((تأويل الحروف التي ادُّعي على القرآن بها الاستحالة وفساد النظم)). ومن أمثلة ما عرضه قولُه: ((فأما

(١) أثر القرآن في تطور النقد العربي ١١٤.
(٢) تأويل مشكل القرآن ٢٢.


الصفحة التالية
Icon