الكثير مِنْ تَصَرُّفه شُبِّه بالكسلان الذي يمتنع عن ذلك، بما فيه من العادة المذمومة التي هي الكسل، فلمَّا أشبهه في المعنى شاركه في الجمع على فُعالى)).
ويُخَرِّج ابن جني في ((المحتسب)) (١) قراءة الحسن ومجاهد وطلحة بن مصرف وعيسى الهمداني ﴿وَقُودُهَا النَّاسُ﴾ (البقرة: ٢٤) فيقول: ((هذا عندنا على حذف المضاف أي: ذو وُقودها، أو أصحاب وُقودها الناس، وذلك أن الوُقود بالضم هو المصدر، والمصدر ليس بالناس، لكن قد جاء عنهم ((الوَقود)) بالفتح في المصدر لقولهم: وَقَدَت النار وُقوداً، ومثله أَوْلَعْتُ به وَلوعاً، وهو حسن القَبول منك، كلُّه شاذ والباب هو الضم)). ويأتي ابن جني بتخريجات أخرى لهذه القراءة على منهجه في الاستشهاد بلغات العرب وأشعارها.
وأشار صاحب ((الدر المصون)) (٢) إلى ست وعشرين قراءة في قوله تعالى: ﴿بِعَذَابٍ بَئِيسٍ﴾ (الأعراف: ١٦٥)، وبدأ بعَزْو كل قراءة إلى أصحابها، ثم عُني بضبطها ضبطاً مفصَّلاً، ثم مضى يُخَرِّج كل قراءة على حِدة، سواءٌ أكانت متواترة أم شاذة في ضوء الصناعة العربية؛ ليكون لها وجهٌ من القبول والتوجيه، ثم ذكر أن أبا البقاء العكبري أضاف أربع قراءات أُخَر، وختم كلامه بقوله: ((فهذه ست وعشرون قراءة في هذه اللفظة، وقد حرَّرْتُ
(٢) الدر المصون ٥ / ٤٩٦.