طعن عليها جماعة من النحويين، وَنَسبوا راويَها إلى الغلط على أبي عمرو. قال سيبويه (١) :((إنما اختلس أبو عمرو فظنَّه الراوي سكَّن ولم يضبط)). وقال المبرد: ((ولا يجوز التسكين مع توالي الحركات في حرف الإعراب في كلام ولا شعر، وقراءة أبي عمرو لحن)).
وبعد أن عرض السمين أقوالهم في تلحين القراءة وتضعيفها ينبري للردِّ عليهم، وتوجيهِ قراءة أبي عمرو، فيقول: ((وهذه جرأةٌ من المبرد وجَهْلٌ بأشعار العرب؛ فإن السكون في حركات الإعراب قد ورد في الشعر كثيراً، ومنه قول امرئ القيس (٢) :
فاليومَ أشربْ غير مُسْتَحْقِبٍ | إثماً من الله ولا واغلِ |
سِيروا بني العمِّ فالأهوازُ منزلُكُم | ونهرُ تِيرى فما تعرفْكم العربُ |
(١) الكتاب ٢ / ٢٩٧.
(٢) ديوانه ١٢٢.
(٣) ديوانه ٤٨.
(٢) ديوانه ١٢٢.
(٣) ديوانه ٤٨.