كذلك في الأيمن)).
وفي المكتبة العربية سِفْرٌ في أصوات العربية له أهمية كبيرة في هذا الجانب هو ((سرُّ صناعة الإعراب)) لابن جني، يقول عنه الدكتور كمال بشر في كتابه ((علم الأصوات)) (١) :((أمَّا وصف ابن جني للمخارج بالصورة التي سجَّلها في كتابه وترتيبه لهذه المخارج، فهو يدلُّ على قوة ملاحظته وذكائه النادر. والحق أن النتائج التي وصل إليها هذا العالِم في هذا الوقت الذي كان يعيش فيه، لَتُعَدُّ معجزة له ولمفكري العرب في هذا الموضوع. وممَّا يؤكد براعتهم ونبوغهم في هذا العلم أنهم قد توصَّلوا إلى ما توصَّلوا إليه من حقائق مدهشة دون الاستعانة بأية أجهزة أو آلات تُعينهم على البحث والدراسة كما نفعل نحن اليوم)).
ويُعَدُّ هذا الكتاب امتداداً لجهود علماء العربية التي نشأت ابتداءً في كنف القرآن الكريم بُغْية خدمة لغته وبلاغته وأصواته، ثم توسَّعت هذه الجهود لتبني علماً شامخاً، يُفَصِّل في أحكام العربية تفصيلاً منتشراً شاملاً، وابن جني نفسه وهو يدرس علم الأصوات كان يقف عند الآيات القرآنية كثيراً، وكتابه هذا حافل بدَرْسها والتدقيق في تجويدها، والنظر في مخارج حروفها وصفات هذه الحروف، ومن ذلك قوله (٢) :((فأمَّا الحركة الضعيفة المختلسة كحركة همزة بين بين وغيرها من الحروف التي يُراد اختلاس حركاتها تخفيفاً، فليست حركة مُشَمَّةً شيئاً من غيرها من الحركتين، وإنما أُضْعف
(٢) سر صناعة الإعراب ١ / ٥٦.