٤ - وثمة خدمة جليلة خاصة بمعاني المفردات القرآنية قام بها بعض علماء السلف من المَعْنِيِّين بعلوم العربية، ومن ذلك كتاب ((المفردات)) للراغب الأصبهاني، وكتاب ((عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ)) للسمين الحلبي. ومنهج هذا الضرب من التصنيف هو ترتيب موادِّ الكتاب على منهج أوائل الحروف بعد تجريدها من الحروف الزائدة، كما هو الحال في معجم ((أساس البلاغة)) للزمخشري، ثم تُذْكَرُ المعاني اللغوية الواردة داخل المادة، ويستشهد عليها بآيات من القرآن الكريم.
وتُعْنَى هذه المصنفات بالتعريفات اللغوية، وتُعَدُّ مرجعاً أصيلاً في ذلك، وتَدْعم المعاني التي توردها بالشعر والحديث وأقوال العرب.
ومن ذلك قول الراغب (١) :((الحدوث كون الشيء بعد أن لم يكن، عَرَضاً كان ذلك أو جوهراً، وإحداثهُ إيجاده. قال تعالى: ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ﴾ (الأنبياء: ٢)، ويقال لكل ما قَرُبَ عهدُه: مُحْدَث))، فعلاً كان أو مقالاً، قال تعالى: ﴿حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً﴾ (الكهف: ٧٠) وكل كلام يبلغ الإنسان من جهة السمع أو الوحي في يقظته أو منامه يقال له: حديث)). وفائدة هذا الضرب من المؤلفات جمع المعاني الواردة للمادة اللغوية الواحدة في كتاب الله، سواء أكانت اللفظة القرآنية اسماً جامداً أم مشتقاً أم فعلاً، فيمر المصنف بجميع
(١) المفردات ١١٠.


الصفحة التالية
Icon