الجهضمي: خُذِ قراءة أبي عمروٍ، فيوشِكُ أن تكون إسناداً. قال أبو حاتمٍ: وكان أبو عمروٍ يكتب إلى عكرمة بن خالدٍ في مكّة، فيسأله عن الحروف" (١).
وممّن فاق في الإقراء والقراءة عاصم بن أبي النّجود وابن محيصن، وكانا يلمّان بشيءٍ من النحو (٢).
وممّن أجاد النحو من القُرّاء يحيى بن يعمر، كان أعلم النّاس وأفصحهم، ومع ذلك لا يذكرونه؛ لأنَّه استبدَّ بالنّحو غيرُه (٣).
وكان الأوائل من أهل العلم يَعُدُّون العلم بالعربيّة منقبةً للقارئ، ومدعاةً لتفضيله على غيره، حتّى " قال أبو حاتم (عن حمزة الزّيّات) : وإنّما أهل الكوفة يكابرون فيه، ويباهتون، فقد صَيَّره الجُهَّال من النّاس شيئاً عظيماً بالمكابرة والبَهْتِ، وقولُ ذوي اللِّحى العظام منهم: " كانتِ الجنُّ تقرأُ على حمزةَ ". قال: الجنُّ لم تقرأْ على ابن مسعودٍ، والذين من بعده، فكيف خصّت حمزة بالقراءة عليه؟ وكيف يكون رئيساً وهو لا يعرفُ الساكن من المتحرّك، ولا مواضع الوقف والاستئناف، ولا مواضِعَ القطع والوصل والهمز! وإنما يحسن مثل هذا أهل البصرة، لأنهم علماء بالعربية، قرّاء رؤساء" (٤). وكان الأصمعيُّ: "لا يفسِّر شيئاً من القرآن، ولا شيئاً من اللُّغة له نظير، أو اشتقاق في القرآنِ، وكذلك الحديث تحرُّجاً" (٥).
(٢) انظر أبو الطيب، مراتب لنحويين ص ٤٩.
(٣) السابق ص ٥٠.
(٤) أبو الطيب، مراتب النحويين ص ٥٢ - ٥٣.
(٥) السابق ص ٨٣.