اللّفظي، والثاني من باب الترادف.
وقد أَلَّفَ في هذا الفنِّ أقوامٌ، منهم مقاتل بن سليمانَ البلخيّ
(ت ١٥٠ هـ) ويحيى بن سلاّم (ت ٢٠٠ هـ) وأبو العبّاس محمد بن يزيد المبرّد (ت ٢٨٥ هـ) ألَّف كتاباً صغيراً باسم "ما اتّفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد)). وأبو عبد الله الحُسين الدَّامغانيّ
(ت ٤٧٨ هـ) وكتابُه "إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم". والمؤلفات في هذا الفنِّ كثيرة، أوصلها بعضهم إلى ثلاثةٍ وعشرين مُؤلَّفاً.
وقد أَلَّف من أهل اللغةِ غير المبرّد أبو الحسين أحمد بن فارسٍ (ت ٣٩٥ هـ) واسم كتابه الأفراد، وأبو منصورٍ عبد الملك الثعالبيّ (ت ٤٢٩ هـ) ألّف كتاب "الأشباه والنظائر"، ومجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادي (ت ٨١٧ هـ (خصّص أجزاءً من كتابه "بصائر ذوي التمييز" لذكر الوجوه والنّظائر.
وألّف غيرهم ممّن لهم مشاركاتٌ في علومٍ أخرى، كابن الجوزي، والسيوطيّ (i)، وهذا النّمط ذو علاقةٍ قويَّةٍ باللُّغة، وهي تجمع بين الوضع اللُّغويّ، والاستعمال القرآني، ولهذه الصلة نكاد نجزم أنّ مادّة كتب الوجوه والنّظائر قد دخلت المعجم العربيّ باعتبارها أحد روافده.
وعلماء اللغة عنوا بهذا النمط عنايةً مستقلّة بمؤلّفاتٍ قائمةٍ بذاتها، أو بإدخال مادّتها في مادة المعجم، وهو فنّ يتّصل - كما أسلفت - بالمشترك اللّفظي، والمترادف، ولا نخرج عن القصد لو قلنا: إنّ هذا العلم يفتقر أساساً
١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ م ص ٢٨ - ٣٨ من مقدمة المحقِّقة.