شديداً، واحتفل بمقدمهم في ثاني يوم دخولهم، ونزل ناخوذة الشاهي (١) حاملاً على رأسه بالمصحف الشريف الذي وصل به معه بخط السلطان مظفر شاه صاحب الصدقة العظيمة وأمر بوضع المصحف في المسجد الحرام.
يقول العلامة جار الله بن العز بن فهد:
"وأما الصدقة الواصلة صحبتهم فهي عظيمة لم يسبق صاحبها، وهي كل لك (٢) بخمسة آلاف أشرفي، فمجموعها نحو ستين ألف دينار، ومنها ستة لكوك ونصف لأهل مكة، وأربعة لكوك ونصف لأهل المدينة المشرفة، غير قماش، وبضائع وهدايا للشريف.
وقرر في خدمة المصحف بمكة كاتب هذه الرسالة، وجعلوا له في كل عام معلوم ستين ديناراً، ويوضع في المدرسة التي أمر السلطان بعمارتها بمكة، وأرسل السلطان لَّكين تنكة غير الأحد عشر لُكاً يشترى بها بيوت، وتعمر، وتوقف على المدرسة، ويقرر فيها عشرة أنفس شيخهم إمام الحنفية السيد عبد الله البخاري، وعشرة أنفس من الحنفية يدرسون بها، وشيخهم القاضي الحنفي وعشرة أنفس يقرأون القرآن، وشيخهم إمام الحنفية، ورتب لكل واحد منهم اثني عشر أشرفياً، ولشيخهم عشرين أشرفياً، وللداعي عشرة أشرفية" (٣).
(٢) اللّك معناه مائة ألف، وجمه لكوك. وهو تعريب (لاكه) بالهندية. والأشرفيّ: اسم عملة ذهبية.
(٣) ابن فهد، جارالله بن السفر، نيل المنى بذيل بلوغ القرى لتكملة إتحاف الورى الطبعة الأولى، تحقيق محمد الحبيب الهيلة، (لندن: مؤسسة الفرقان، عام ١٤٢٠/٢٠٠٠) القسم الأول، ص ١٣٨، ١٣٩، ١٤٠.