أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} إِلَى قوله تعالى: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ﴿يُسَارِعُونَ فِيهِمْ﴾ فِي وِلَايَتِهِمْ ﴿يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ﴾ الْآيَةَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾ ﴿٥٥﴾.
قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ قَوْمًا مِنْ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ قَدْ هَاجَرُونَا وَفَارَقُونَا وَأَقْسَمُوا أَنْ لَا يُجَالِسُونَا، وَلَا نَسْتَطِيعُ مُجَالَسَةَ أَصْحَابِكَ لِبُعْدِ الْمَنَازِلِ، وَشَكَى مَا يَلْقَى مِنَ الْيَهُودِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: رَضِينَا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ أَوْلِيَاءَ.
وَنَحْوَ هَذَا قَالَ الكلبي وزاد: أن آخِرَ الْآيَةِ نَزَلَ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ أَعْطَى خَاتَمَهُ سَائِلًا وَهُوَ رَاكِعٌ فِي الصَّلَاةِ.
(١) - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ التَّمِيمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابن
_________
(١) - إسناده مظلم، كما تقدم، وهذه هي سلسلة الكذب كما سَمّاها السيوطي، ومتنه غريب جدًّا. ويشهد لقصة تصدّق علي رضي الله عنه، ونزول الآية بسبب ذلك:
١ - ما أخرجه ابن مردويه و (تفسير ابن كثير: ٢/٧١) والخطيب في "المتفق والمفترق" (فتح القدير: ٢/٥٣) من طريق الواحدي السابقة مثله، وهو موضوع.
٢ - ما أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع الزوائد: ٧/١٧) عن عمار رضي الله عنه نحوه، وضعفه الهيثمي (المصدر السابق).
٣ - ما أخرجه عبد بن حميد وأبو الشيخ وابن مردويه (فتح القدير: ٢/٥٣) وعبد الرزاق (تفسير ابن كثير: ٢/٧١) من طريق عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس نحوه. وإسناده ضعيف جدًّا بسبب عبد الوهاب (تقريب التهذيب: ١/٥٢٨ - رقم: ١٤٠٧).
ما أخرجه ابن جرير (٦/١٨٦) عن مجاهد مرسلاً نحوه، وإسناده ضعيف بسب غالب بن عبد الله (ميزان الاعتدال: ٣/٣٣١). وكما رأيت فإن طرق القصة كلها ساقطة، لذا قال الحافظ ابن كثير (وليس يصح منها شيء بالكلية، لضعف أسانيدها وجهالة رجالها) (تفسير ابن كثير: ٢/٧١).