﴿وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾ قَالَ مُجَاهِدٌ: كَانَ لَا يعيش لآدم وامرأة وَلَدٌ، فَقَالَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ: إِذَا وُلِدَ لَكُمَا وَلَدٌ، فَسَمِّيَاهُ عَبْدَ الْحَارِثِ، وَكَانَ اسْمُ الشَّيْطَانِ قَبْلَ ذَلِكَ: الْحَارِثَ، فَفَعَلَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ﴾ الْآيَةَ.
(١) - قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا﴾ ﴿٢٠٤﴾.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْمَنْصُورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ أَخْبَرَنِي أَبِي حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ﴾ قَالَ: نَزَلَتْ فِي رَفْعِ الْأَصْوَاتِ وَهُمْ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الصَّلَاةِ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ فِي صَلَاتِهِمْ فِي أَوَّلِ مَا فُرِضَتْ، كَانَ الرَّجُلُ يَجِيءُ فَيَقُولُ لِصَاحِبِهِ: كَمْ صَلَّيْتُمْ؟ فَيَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: نَزَلَتْ فِي فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كُلَّمَا قَرَأَ شَيْئًا قَرَأَ هُوَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ.
_________
(١) - أخرجه ابن جرير (٩/١١٠) والدارقطني (سنن الدارقطني: ١/٣٢٦ - ح: ٧) وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر (فتح القدير: ٢/٢٨٢)، من طريق عبد الله بن عامر به. ضعفه الدارقطني، وهو كما قال، بسبب عبد الله بن عامر الأسلمي (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: ٥/١٢٣ - رقم: ٥٦٣) (تهذيب التهذيب: ٥/٢٧٥)، ويشهد له:
١ - ما أخرجه ابن جرير (٩/١١١) من طريق الهجري عن أبي عياض عن أبي هريرة نحوه، وإسناده ضعيف بسبب إبراهيم بن مسلم الهجري (تقريب التهذيب: ١/٤٣ - رقم: ٢٨١:
) ما أخرجه ابن جرير (٩/١١٢) عن ابن عباس رضي الله عنهما نحوه، وإسناده ضعيف، لاختلاط ابن لهيعة.


الصفحة التالية
Icon