سُورَةُ هُودٍ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(١) - قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ﴾ الْآيَةَ ﴿٥﴾.نَزَلَتْ فِي الْأَخْنَسِ بْنِ شُرَيْقٍ، وَكَانَ رَجُلًا حُلْوَ الْكَلَامِ حُلْوَ الْمَنْظَرِ، يَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمَا يحب ويطوي بقبله مَا يَكْرَهُ. وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: كَانَ يُجَالِسُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُظْهِرُ لَهُ أَمْرًا يَسُرُّهُ وَيُضْمِرُ فِي قَلْبِهِ خِلَافَ مَا يُظْهِرُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ﴾ يَقُولُ يُكْمِنُونَ مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ لِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
(٢) - قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ الْآيَةَ ﴿١١٤﴾.
أَخْبَرَنَا الأستاذ أبو منصورالبغدادي قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
_________
(١) - نسب السيد أحمد صقر هذا السبب إلى ابن عباس، والثابت عنه بخلاف ذلك، فقد أخرج البخاري (فتح الباري: ٨/٣٤٩ - ح: ٤٦٨١) وابن جرير (١١/١٢٦) من طريق محمد بن عباد بن جعفر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أناس كانوا يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء، وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء، فنزل ذلك فيهم.
(٢) - أخرجه مسلم (٤/٢١١٦ - ح: ٢٧٦٣ "٤٢") والإمام أحمد (الفتح الرباني: ١٨/١٨١ - ح: ٣١٢) وأهل السنن (فتح القدير: ٢/٥٣٣) - وقد استثنى الحافظ ابن كثير منهم أبا داود مع أن أبا داود أخرجه في كتاب الحدود ٤/٦١١ - ح: ٤٤٦٨) والطيالسي (منحة المعبود: ٢/٢٠ - ح: ١٠٥٨) والإسماعيلي وعبد الرزاق (فتح الباري: ٨/٣٥٦) وابن جرير ١٢/٨٠) كلهم من طريق إبراهيم عن علقمة به، ويشهد له: الرواية الآتية.