الْمُسْلِمُونَ بِالْمَدِينَةِ: أَنْ هَاجِرُوا فَإِنَّا لَا نَرَاكُمْ مِنَّا حَتَّى تُهَاجِرُوا إِلَيْنَا، فَخَرَجُوا يُرِيدُونَ الْمَدِينَةَ فَأَدْرَكَتْهُمْ قُرَيْشٌ بِالطَّرِيقِ فَفَتَنُوهُمْ مُكْرَهِينَ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ.
(١) - قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا﴾ الْآيَةَ ﴿١١٠﴾.
قَالَ قَتَادَةُ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى قَبْلَ هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ إِسْلَامُهُمْ حَتَّى يُهَاجِرُوا كَتَبَ بِهَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ إِلَى أَصْحَابِهِمْ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَلَمَّا جَاءَهُمْ ذَلِكَ خَرَجُوا فَلَحِقَهُمُ الْمُشْرِكُونَ فَرَدُّوهُمْ، فَنَزَلَتْ: ﴿الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ﴾ (٢) كتبوا بِهَا إِلَيْهِمْ فَتَبَايَعُوا بَيْنَهُمْ عَلَى أَنْ يخرجوا، فإن لحقهم الْمُشْرِكُونَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَاتَلُوهُمْ حَتَّى يَنْجُوا وَيَلْحَقُوا بِاللَّهِ، فَأَدْرَكَهُمُ الْمُشْرِكُونَ فَقَاتَلُوهُمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ قُتِلَ وَمِنْهُمْ مَنْ نَجَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - ﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا﴾.
(٣) - قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ﴾ الْآيَةَ ﴿١٢٥، ١٢٧﴾.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَنْصُورِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ:
_________
(١) - أخرجه ابن جرير (١٤/١٢٣) عنه، بإسناد. صحيح مرسلاً، وصح عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله، أخرجه ابن جرير (١٤/١٢٤، ٥/١٤٨) عنه بإسناد صحيح.
(٢) سورة العنكبوت الآية ١، ٢.
(٣) - أخرجه الدارقطني (٤/١١٨ - ح: ٤٧) من طريق إسماعل بن عياش به وضعفه الدارقطني، وهو كما قال؛ لأن إسماعيل بن عياش حمصي شامي - وهو يغلط ويخلط في حديث غير الشاميين - (تقريب التهذيب: ١/٧٣ - رقم: ٥٤١، تهذيب التهذيب: ١/٣٢٣) وقد روى عن عبد الملك أبي غنية وهو كوفي (تقريب التهذيب: ١/٥١٨ - رقم: ١٣٠٧) ويشهد للحديث.
١ - ما أخرجه الدارقطني (٤/١١٦ - ح: ٤٢) عن ابن عباس نحوه وإسناده ضعيف.
٢ - ما أخرجه الطبراني (المعجم الكبير: ١١/٦٢ - ح: ١١٠٥١) من وجه آخر عن ابن عباس نحوه، وضعفه الهيثمي (مجمع الزوائد: ٦/١٢٠).
٣ - الرواية الآتية.


الصفحة التالية
Icon