دِينِي هَذَا لِشَيْءٍ، قَالَ: فَمَكَثَتْ يَوْمًا لَا تَأْكُلُ فَأَصْبَحَتْ قَدْ جَهِدَتْ، قَالَ:
فَمَكَثَتْ يَوْمًا آخَرَ وَلَيْلَةً لَا تَأْكُلُ، فَأَصْبَحَتْ قد اشْتَدَّ جَهْدُهَا، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ: تَعْلَمِينَ وَاللَّهِ يَا أُمَّهْ لَوْ كَانَتْ لَكِ مِائَةُ نَفْسٍ فَخَرَجَتْ نَفْسًا نَفْسًا مَا تَرَكْتُ دِينِي هَذَا لِشَيْءٍ، إِنْ شِئْتِ فَكُلِي وَإِنْ شِئْتِ فَلَا تَأْكُلِي، فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ أَكَلَتْ، فَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ....﴾ الْآيَةَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ﴾ ﴿١٠﴾.
قَالَ مُجَاهِدٌ: نَزَلَتْ فِي أُنَاسٍ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ، فَإِذَا أَصَابَهُمْ بَلَاءٌ مِنَ اللَّهِ وَمُصِيبَةٌ فِي أَنْفُسِهِمُ افْتَتَنُوا.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ: نَزَلَتْ فِي أُنَاسٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ بِمَكَّةَ كَانُوا يُؤْمِنُونَ، فَإِذَا أُوذُوا رَجَعُوا إِلَى الشِّرْكِ.
(١) - وَقَالَ عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: نَزَلَتْ فِي الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ أَخْرَجَهُمُ الْمُشْرِكُونَ إِلَى بَدْرٍ فَارْتَدُّوا وَهُمُ الَّذِينَ نَزَلَتْ فِيهِمْ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ (٢) الْآيَةَ.
(٣) - قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا﴾ الْآيَةَ ﴿٦٠﴾.
أَخْبَرَنَا أَبُو
_________
(١) - إسناده صحيح، أخرجه ابن جرير مطوّلاً (٢٠/٨٦).
(٢) سورة النساء: الآية ٩٧.
(٣) - أخرجه عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي وابن عساكر (فتح القدير: ٤/٢١٢) من طريق الجراح بن منهال - وقع في المطبوعة "حجاج" وهو خطأ - عن الزهري به. قال البيهقي "هذا إسناد مجهول، والجراح بن منهال ضعيف" (المغني عن حمل الأسفار في الأسفار: ٤/١٧٨) وضعفه الحافظ ابن كثير (تفسير ابن كثير: ٣/ ٤٢٠) والسيوطي (لباب النقول: ١٦٧) وهو كما قالا، ولينتبه إلى أن الزهري المذكور ليس هو ابن شهاب، بل هو عبد الرحمن بن عطاء الزهري (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: ١٣/٣٥٩) (تهذيب التهذيب: ٦/٢٣١، ٤٦٩)، وقد قيّمه الحافظ ابن حجر بلفظ مقبول (تقريب التهذيب: ١/ ٤٩٢ - رقم: ١٠٤٩) وهذه الدرجة عنده، لا يعتبر بها إلا إذا توبعت، ولم يتابع الزهري فهو ضعيف، هذا من جهة المسند، ومن جهة المتن، قال القرطبي: "وهذا ضعيف، يضعفه أنه عليه السلام كان يدخر لأهله قوت سنتهم، اتفق عليه البخاري ومسلم" (الجامع لأحكام القرآن: ١٣/٣٦٠).