فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ قَالَ: لَيْسَ الَّذِي تَذْهَبُونَ إِلَيْهِ إِنَّمَا هِيَ فِي أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: وَكَانَ عِكْرِمَةُ يُنَادِي بِهَذَا فِي السُّوقِ.
(١) - قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ﴾ الْآيَةَ ﴿٣٥﴾.
قَالَ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ لَمَّا رَجَعَتْ مِنَ الْحَبَشَةِ مَعَهَا زَوْجُهَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ دَخَلَتْ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: هَلْ نَزَلَ فِينَا شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ؟ قُلْنَ لَا، فَأَتَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النِّسَاءَ لَفِي خَيْبَةٍ وَخَسَارٍ، قَالَ: "وَمِمَّ ذَلِكَ؟ " قَالَتْ: لِأَنَّهُنَّ لَا يُذْكَرْنَ بِالْخَيْرِ كَمَا يُذْكَرُ الرِّجَالُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ﴾ إِلَى آخِرِهَا.
وَقَالَ قَتَادَةُ لَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَزْوَاجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ نِسَاءٌ مِنَ الْمُسْلِمَاتِ
_________
(١) - لم يصح في شيء من الروايات أنها نزلت في أسماء، بل الثابت أنها نزلت إما بسبب سؤال أم عمارة الأنصارية، أو أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنهما.
أما الأولى: فقد أخرج الترمذي (٥/٣٥٤ - ح: ٣٢١١) والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن نصور وعبد بن حميد وابن مردويه (فتح القدير: ٤/٢٨٣) والطبراني (المعجم الكبير: ٢٥/٣١، ٣٢ - ح: ٥١ - ٥٣) من طريق عكرمة عن أم عمارة ذلك، وحسنه الترمذي، والحافظ ابن حجر في "الأمالي" (حاشية المعجم الكبير للطبراني: ٢٥/٣١) وهو كما قالا: (انظر حاشية جامع الأصول: ٢/٣٥٧).
وأما الثانية: فقد أخرج الإمام أحمد (الفتح الرباني: ١٨/٢٣٨ - ح: ٣٨٤) والحاكم (المستدرك: ٢/٤١٦) وابن جرير (٢٢/٩) والطبراني (المعجم الكبير: ٢٣/٢٩٤ - ح: ٦٥٥) والنسائي وابن المنذر وابن مردويه (فتح القدير: ٤/٢٨٣) من طريق عبد الرحمن بن شيبة عن أم سلمة رضي الله عنها ذلك، وصححه الحاكم، وهو كما قال، وحسنه الحافظ ابن حجر في "الأمالي" (حاشية معجم الطبراني الكبير: ٢٣/٢٩٣) ويشهد له:
١ - ما أخرجه ابن جرير (٢٢/٨) وغيره (فتح القدير: ٤/٢٨٣) عنها به، وإسناده صحيح.
ما أخرجه الطبراني (المعجم الكبير: ٢٣/٢٦٣ - ح: ٥٥٤) (٢٣/٢٩٨ - ح: ٦٦٥) عنها بمعناه بأسانيد صحيحة.


الصفحة التالية
Icon