(١) - قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ﴾ ﴿١١٥﴾.
اخْتَلَفُوا فِي سَبَبِ نُزُولِهَا. فَأَخْبَرَنَا أَبُو منصور المنصوري قال: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عمر الحافظ قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بن عليّ قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْعُمَرِيُّ قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الملك العرزمي قال: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَرِيَّةً كَنْتُ فِيهَا فَأَصَابَتْنَا ظُلْمَةٌ فَلَمْ نَعْرِفِ الْقِبْلَةَ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنَّا: قَدْ عَرَفْنَا الْقِبْلَةَ هِيَ هَاهُنَا قِبَلَ الشَّمَالِ، فَصَلَّوْا وَخَطُّوا خُطُوطًا وَقَالَ بَعْضُنَا: الْقِبْلَةُ هَاهُنَا قِبَلَ الْجَنُوبِ فَصَلَّوْا وَخَطُّوا خُطُوطًا فَلَمَّا أَصْبَحُوا وَطَلَعَتِ الشَّمْسُ أَصْبَحَتْ تِلْكَ الْخُطُوطُ لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ فَلَمَّا قَفَلْنَا مِنْ سَفَرِنَا سَأَلْنَا النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ ذَلِكَ، فَسَكَتَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾
(٢) - أَخْبَرَنَا أبو منصور قال: أخبرنا علي قال: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بن صاعد قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسماعيل الأحمسي قال: حدثنا وكيع. قال: حَدَّثَنَا أَشْعَثُ السَّمَّانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي السَّفَرِ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، فَلَمْ نَدْرِ كَيْفَ الْقِبْلَةُ، فَصَلَّى كُلُّ رَجُلٍ منا على حاله، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا ذَكَرْنَا ذَلِكَ إلى
_________
(١) - أخرجه ابن مردويه (لباب النقول: ٢٧) وإسناده منقطع (العجاب لابن حجر: ورقة ٤٠ أ) ويشهد له: الرواية الآتية.
(٢) - أخرجه الترمذي (٢/١٧٦ - ح: ٣٤٥) وابن ماجه (١/٣٢٦ - ح: ١٠٢٠) والدارقطني (١/٢٧٢ - ح: ٥) وابن جرير (١/٤٠١) والطيالسي (منحة المعبود: ١/٨٥ - ح: ٣٦٨) (العجاب: ورقة ٤٠ أ) وعبد بن حميد (فتح القدير: ١/١٣٢) والطبراني (المعجم الأوسط: ١/٢٨٤ - ح: ٤٦٣) كلهم من طريق أشعث به. وإسناده ضعيف جدا فأشعث متروك (تقريب التهذيب: ١/٧٩ - رقم ٥٩٨) (وعاصم ضعيف (المصدر السابق: ١/٣٨٤ - رقم: ١٥) ويشهد للروايتين السابقتين:
١ - ما أخرجه الدارقطني (١/٢٧١ - ح: ٣) وابن مردويه (تفسير ابن كثير: ١/١٥٩) من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي عن عطاء عن جابر به وضعفه الدارقطني وكذلك شمس الحق العظيم أبادي في "التعليق المغني على الدارقطني".
٢ - ما أخرجه الدارقطني (١/٢٨١ - ح: ٤) والحاكم (المستدرك: ١/٢٠٧) من طريق محمد بن سالم عن عطاء عن جابر نحوه. وضعفه الحافظ الذهبي في "التلخيص" (حاشية المستدرك: ١/٢٠٧) والحافط ابن كثير في "تفسيره" (١/١٥٩). قلت: وأنا لا أرى أن هذه الطرق يجبر بعضها بعضًا لضعفها، ولورود ما يعارضها مما هو أصح، كما في رواية علي بن أبي طلحة الوالبي عن ابن عباس رضي الله عنهما وسيأتي تخريجها.


الصفحة التالية
Icon