فَأَنْزَلَ اللَّهُ تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى﴾ يَعْنِي أَنَّكُمْ بَنُو أَبٍ وَاحِدٍ وَامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، وَأَرَاهُمْ فَضْلَ التَّقْوَى بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾
(١) - قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا﴾ الْآيَةَ ﴿١٤﴾.
نَزَلَتْ فِي أَعْرَابٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ فِي سَنَةٍ جَدْبَةٍ فَأَظْهَرُوا الشَّهَادَتَيْنِ وَلَمْ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ فِي السِّرِّ، وَأَفْسَدُوا طُرُقَ الْمَدِينَةِ بِالْعُذُرَاتِ وَأَغْلُوا أَسْعَارَهَا، وَكَانُوا يَقُولُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَيْنَاكَ بِالْأَثْقَالِ وَالْعِيَالِ وَلَمْ نُقَاتِلْكَ كَمَا قَاتَلَكَ بَنُو فُلَانٍ، فَأَعْطِنَا مِنَ الصَّدَقَةِ، وَجَعَلُوا يَمُنُّونَ عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةَ.
_________
(١) - أخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه (فتح القدير: ٥/٦٩) عن عبد الله بن أبي أوفى أن ناسا من العرب قالوا: يا رسول الله، أسلمنا ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان، فأنزل الله: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا) الآية ولم يعيّن الناس. حسّنه السيوطي (لباب النقول: ١٩٩)، وقد وردت روايات بتعيينهم، فأخرج النسائي والبزار وابن مردويه (فتح القدير: ٥/٦٩) عن ابن عباس رضي الله عنهما أنهم بنو أسد، وإسناده صحيح (تفسير ابن كثير: ٤/٢١٩) إلا أن في سماع أبي عون من سعيد بن جبير كلام (تهذيب التهذيب: ٩/٣٢٢ - رقم: ٥٣٢)، ويشهد له:
* ما أخرجه ابن جرير (٢٦/٨٩) عن مجاهد مثله.


الصفحة التالية
Icon