(١) - قوله تعالى: ﴿سَيَقول السّفَهَاء مِنَ النَّاسِ﴾ الآية ﴿١٤٢﴾.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن جعفر قال: أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بن أحمد قال: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بن مصعب قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن حكيم قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رجاء قال: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَصَلَّى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُحِبُّ أَنْ يَتَوَجَّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ﴾ إِلَى آخر الآية، فقال السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ - وَهُمُ الْيَهُودُ - مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا؟ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ﴾ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ.
(٢) - قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾ ﴿١٤٣﴾.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ الْكَلْبِيِّ: كَانَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ مَاتُوا عَلَى الْقِبْلَةِ الْأُولَى،
_________
(١) - أخرجه البخاري (فتح الباري: ١/٩٥ - ح: ٤٠، ١/٥٠٢ - ح: ٣٩٩) ومسلم (١/٣٧٤ - ح: ٥٢٥) والإمام أحمد (الفتح الرباني: ٣/١١٥ - ح: ٤٢١) وابن جرير (٢/٣) وابن إسحاق وابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير: ١/١٨٩) والترمذي (٥/٢٠٧ - ح: ٢٩٦٢) وابن ماجه (١/٣٢٢ - ح: ١٠١٠) كلهم من طريق إسرائيل به وله شواهد، منها:
١ - ما أخرجه ابن جرير (٢/٤) من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله، وسنده صحيح.
٢ - ما أخرجه ابن جرير أيضًا (٢/٣) من طريق ابن إسحاق بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما نحوه، وسنده حسن.
(٢) - أخرجه أبو داود (٥/٥٩ - ح: ٤٦٨٠) والترمذي (٥/٢٠٨ - ح: ٢٩٦٤) والإمام أحمد (الفتح الرباني: ١٨/٧٧ - ح: ١٧٠) وابن جرير (٢/١١) والطبراني (المعجم الكبير: ١١/٢٧٨ - ح: ١١٧٢٩) كلهم من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما وجّه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الكعبة قالوا: كيف بمن مات من إخواننا قبل ذلك وهم يصلّون نحو بيت المقدس؟ فنزلت الآية. صححه الترمذي وابن حبان (حاشية جامع الأصول: ٢/١٣) قلت: نصّ الحافظ ابن حجر على اضطراب رواية سماك عن عكرمة (تقريب التهذيب: ١/٣٣٢ - رقم: ٥١٩) فلا تصح، بل تتحسن، لا سيما ولها شواهد، منها:
١ - ما أخرجه ابن إسحاق عن البراء نحوه (تفسير ابن كثير: ١/١٨٩).
٢ - ما أخرجه ابن جرير (٢/١١) عن قتادة مرسلا نحوه وإسناده صحيح.
٣ - ما أخرجه البخاري (فتح الباري: ٨/١٧١ - ح: ٤٤٨٦) وابن جرير (٢/١١) عن البراء بمعناه.


الصفحة التالية
Icon