الْأَنْصَارِيَّ كَانَ صَائِمًا، فَلَمَّا حَضَرَ الْإِفْطَارُ أَتَى امْرَأَتَهُ، فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكِ طَعَامٌ؟ قَالَتْ: لَا، وَلَكِنْ أَنْطَلِقُ فَأَطْلُبُ لَكَ، وَكَانَ يَوْمُهُ يَعْمَلُ فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ، وَجَاءَتْهُ امْرَأَتُهُ، فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: خَيْبَةٌ لَكَ فَأَصْبَحَ صَائِمًا فَلَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ غُشِيَ عَلَيْهِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ
- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ﴾ فَفَرِحُوا بِهَا فَرَحًا شَدِيدًا، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ.
(١) - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ محمد الفارسي قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن الفضل قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَافِظُ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
_________
(١) - ضعفه الحافظ ابن حجر بقوله: "هذا مع إرساله ضعيف السند، من أجل إسحاق بن أبي فروة" (العجاب: ورقة ٦٣ ب) ووصفه في موضع آخر بأنه متروك (الإصابة: ٢/١٨٤). قلت: لكنه يتحسن بما سبقه وبما يشهد له، ومن الشواهد على ما سبق:
١ - ما أخرجه الإمام أحمد (الفتح الرباني: ٩/٢٣٩ - ح: ٣١) والطبراني (المعجم الكبير: ٢٠/١٣٢ - ح: ٢٧٠) والحاكم (المستدرك: ٢/٢٧٤) وابن جرير (٢/٩٥) من طريق ابن أبي ليلى عن معاذ بن جبل رضي الله عنه نحو رواية القاسم بن محمد في سياق حديث طويل.
وإسناده منقطع بين ابن أبي ليلى ومعاذ (فتح الباري: ٨/١٨٢) (الإصابة: ٢/١٨٤) إلا أن الحافظ ابن حجر أورد رواية قال فيها ابن أبي ليلى "وحدثنا أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" فكأنه سمعه من غير معاذ أيضا. (فتح الباري: ٨/١٨٢) وانظر حاشية معجم الطبراني الكبير (٢٠/١٣٢).
٢ - ما أخرجه أبو داود (٢/٧٣٦ - ح: ٢٣١٣) عن ابن عباس رضي الله عنهما نحوه دون ذكر عمر رضي الله عنه. وسنده حسن (حاشية جامع الأصول: ٢/٢٥).
٣ - ما أخرجه الإمام أحمد (الفتح الرباني: ١٨/٨٣) وابن جرير (٢/٩٦) وابن أبي حاتم (لباب النقول: ٣٤) من طريق عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه نحوه، وذكر كعب فيمن فعل ذلك. وإسناده لا بأس به، وإن كان قد رواه ابن لهيعة فالراوي عنه ابن المبارك وهو أثبت الناس فيه (تهذيب التهذيب: ٥/٣٧٥) وصححه الشيخ أحمد محمد شاكر (حاشية تفسير الطبري بتحقيقه: ٣/٤٩٧).


الصفحة التالية
Icon