قَوْمًا يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَا حَجَّ لَنَا قَالَ: أَلَسْتُمْ تُلَبُّونَ؟ أَلَسْتُمْ تَطُوفُونَ؟ أَلَسْتُمْ تَسْعَوْنَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟ أَلَسْتُمْ أَلَسْتُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى قَالَ: إِنَّ رَجُلًا
سَأَلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَمَّا سَأَلْتَ عَنْهُ فَلَمْ يَدْرِ مَا يَرُدُّ عَلَيْهِ حَتَّى نَزَلَتْ: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾ فَدَعَاهُ فَتَلَا عَلَيْهِ حِينَ نَزَلَتْ. فَقَالَ: "أَنْتُمُ الْحُجَّاجُ".
(١) - أَخْبَرَنَا أَبُو بكر التميمي قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن خشنام قال: حَدَّثَنَا أَبُو يحيى الرازي قال: حَدَّثَنَا سَهْلُ بن عثمان قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ ذُو الْمَجَازِ وَعُكَاظُ مَتْجَرًا لِلنَّاسِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ كَأَنَّهُمْ كَرِهُوا، ذَلِكَ حَتَّى نَزَلَتْ: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾ فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ. وَرَوَى مُجَاهِدٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانُوا يَتَّقُونَ الْبُيُوعَ وَالتِّجَارَةَ فِي الْحَجِّ يَقُولُونَ أَيَّامُ ذِكْرِ اللَّهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾ فَاتَّجَرُوا.
_________
(١) - أخرجه البخاري (فتح الباري: ٣/٣٩٥ - ح: ١٧٧٠) وأبو داود (٢/٣٥١ - ح: ١٧٣٤) والطبراني (المعجم الكبير: ١١/١١٣ - ح: ١١٢١٣) وابن جرير (٢/١٦٤، ١٦٥) وسعيد بن منصور وعبد الرزاق (تفسير ابن كثير: ١/٢٣٩) من طريق عمرو بن دينار به. ويشهد له:
١ - ما أخرجه ابن جرير (٢/١٦٥) وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد (فتح القدير: ١/٢٠٣) عن ابن عباس رضي الله عنهما نحوه وفيه ضعف بسبب يزيد بن أبي زياد (تقريب التهذيب: ٢/٣٦٥ - رقم ٢٥٤) لكن يتقوى بما قبله.
٢ - ما أخرجه ابن جرير (٢/١٦٥، ١٦٦) وسعيد بن منصور وعبد الرزاق (تفسير ابن كثير: ١/٢٤٠) عن رجل من بني تيم - وهو أبو أمامة - عن ابن عمر بنحو الرواية السابقة عن أبي أمامة: إنا قوم نكري.. ح. وصححه الشيخ أحمد محمد شاكر (تفسير الطبري بتحقيقه: ٤/١٦٩).
٣ - ما أخرجه ابن جرير (٢/١٦٤) عن ابن عمر رضي الله عنهما مختصرًا بمعناه، وقوّاه الحافظ ابن كثير (تفسير ابن كثير: ١/٢٤٠).


الصفحة التالية
Icon