أبي واقد الليثي قال: "إن رسول الله ﷺ بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذهب واحد. قال: فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبا. فلما فرغ رسول الله ﷺ قال: ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه" ١ انتهى.
قال قتادة في قوله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ ٢ الآية: "لعله أن لا يكون أنفق مالا، وبحسب امرئ من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق".

١ البخاري: العلم (٦٦)، ومسلم: السلام (٢١٧٦)، والترمذي: الاستئذان والآداب (٢٧٢٤)، وأحمد (٥/٢١٩)، ومالك: الجامع (١٧٩١).
٢ سورة لقمان الآية: ٦.


الصفحة التالية
Icon