وسنة رسوله المطهرة بشتى الوسائل يسعدها أن تقدم لشباب أمة الإسلام هذا الكتاب القيم الذي يرشد لأحسن الطرق وأيسرها لحفظ القرآن العظيم. ومن أجدر من الشباب للقيام بهذه المهمة؟ فحفظ القرآن وفهم معانيه يحقق لهم الانطلاق في ركاب الدعاة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ويجعلهم جنودا لنشر الإيمان والعدل وتخليص العالم مما هم فيه من الضلال والجور والظلم الذي يسود بقاعا كثيرة من أرض الله اليوم.
والإنسان وهو يقدم لمثل هذا الكتاب يشعر بالرهبة والرغبة خوفا وإجلالا وتقديرا لحبل الله المتين ونوره المبين ومعجزته الخالدة التي أعجزت الإنسان والجن ﴿قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ﴾ ١. وقد حفظه الله إلى يوم القيامة فقال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ ٢.
إن هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يجب احترامه والعناية به وأن يقف المسلم أمام آياته خاشعا خاضعا يرجو رحمة ربه ويخاف عذابه.

١ سورة الإسراء، الآية ٨٨.
٢ سورة الحجر، الآية: ٩.


الصفحة التالية
Icon