وكتاب هذا قدره وهذا جلاله، وهو كلام الله رب العالمين فاطر السموات والأرضين، كتاب تلك أوصافه لهو حري بأن تفنى فيه الأعمار دراسة وتعلما واقتفاء وعملا...
ولئن كان سلف الأمة الصالح قد حازوا قصب السبق في كل ميدان علمي حتى يقول فيهم القرآن الكريم:
﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ ١.
فما كان ذلك إلا بفضل اقتفائهم هدي القرآن الكريم.
وكم نحن اليوم في حاجة إلى التمسك بهذا القرآن... ؟
ومن مظاهر التمسك به والاعتصام بحبل الله العمل به، وتدبره واستنباط أحكامه، وإقامة شؤون الحياة كلها على نهجه وهداه، ويكلل ذلك ويشده ويعين عليه: حفظه والإكثار من تلاوته صباح مساء على مستوى الفرد والأسرة والأمة. في حديث علي ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "ستكون فتن، قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله؛ فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس