ثانيا: نبذة عن حفظة الكتاب في التاريخ الإسلامي:
رسول الله صلى الله عليه وسلم، أول الحافظين، وإمام المقرئين، وقدوة المسلمين، تلقى هذا القرآن حرفا حرفا عن جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ عن الله ـ تقدست أسماؤه ـ، "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرض على جبريل القرآن حين يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ"١.
ولا زال ذلك دأبه حتى عارضه في العام الأخير من عمره المبارك مرتين، يقول ـ عليه السلام ـ: "إن جبريل يعارضي بالقرآن كل سنة وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي" ٢.
قال ابن حجر: " يعرض ـ بكسر الراء ـ من العرض وهو بفتح العين وسكون الراء، أي يقرأ، والمراد: يستعرضه ما أقرأه إياه.. والمعارضة مفاعلة من الجانبين، كأن كلا منهما كان تارة يقرأ والآخر يستمع"٣.
٢ متفق عليه: البخاري ٣/١٣٢٧ المناقب باب علامات النبوة في الإسلام عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ ومسلم"٢٤٥٠" فضائل الصحابة.
٣ فتح الباري٩/٤٣.