وكان زيد بن ثابت الأنصاري المقرئ الفرضي كاتب وحي النبي صبيا ذكيا نجيبا عمره إحدى عشرة سنة مقدم النبي المدينة، فأسلم وأمره النبي صلى الله عليه وسلم، أن يتعلم خط اليهود فجود الكتابة، وحفظ القرآن وأتقنه وأحكم الفرائض وانتدبه أبو بكر في جمع القرآن، ثم عينه عثمان لكتابة المصحف.. وانتهت إليه الرياسة في القراءة في آخر أيامه١قرأ عليه ابن عباس وأبو عبد الرحمن السلمي وغيرهم كثير٢.
وكان أبو الدرداء عويمر بن زيد عالم أهل الشام ومقرئ أهل دمشق وفقيههم وقاضيهم ـ رضي الله عنه ـ٣.
على أن الصحابة تلقوا من فم النبي صلى الله عليه وسلمن القرآن كله بقراءاته ورواياته فلم يضيعوا منه جملة ولم يغفلوا منه كلمة ولم يهملوا منه حرفا أو حركة أو سكونا أو قراءة أو راوية، وقد نقله عن الصحابة التابعون على هذا الوجه من الإحكام والتحرير والإتقان والتجويد، ثم إن جماعة من التابعين وأتباع التابعين كرسوا حياتهم وقصروا جهودهم على قراءة القرآن
٢ تذكرة الحفاظ١/٣٠.
٣ تذكرة الحفاظ ١/٢٤.