رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها" ١. والحسد هنا هو الغبطة وأطلق عليها الحسد مجازا وهي: أن يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه فكأنه قال: لا غبطة أعظم أو أفضل من الغبطة في هذين الأمرين٢، وليس "الإنسان" بمدرك هذه البغية وذلك الفضل الذي يجعله في مصاف "الملائكة" فضلا ودرجة كما يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران" ٣.
أقول ليس بمدرك هذه المنزلة العالية إلا بالعمل لا بالحفظ وحده وإلا فالقرآن كما كان سببا لرفع الدرجات حين التطبيق وحسن العمل فهو كذلك سبب للأخذ الشديد والعقاب الأليم
١ متفق عليه: البخاري١/٤٠ كتاب العلم، باب الاغتباط في العلم والحكمة عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ، ومسلم١/٥٨٨، صلاة المسافرين، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه.
٢ فتح الباري١/١٦٧.
٣ متفق عليه: البخاري٤/١٨٨٣ التفسير، باب تفسير سورة عبس عن عائشة رضي الله عنها، ومسلم١/٥٤٩، صلاة المسافرين، باب فضل الماهر بالقرآن.
٢ فتح الباري١/١٦٧.
٣ متفق عليه: البخاري٤/١٨٨٣ التفسير، باب تفسير سورة عبس عن عائشة رضي الله عنها، ومسلم١/٥٤٩، صلاة المسافرين، باب فضل الماهر بالقرآن.