حفظ القرآن في الاصطلاح:
وإذا كان المعنى اللغوي "للحفظ" لا يفرق عن المعنى الاصطلاحي من حيث الاستظهار والقراءة عن ظهر القلب، إلا أن حافظ القرآن الكريم يتميز عن غيره من حفّاظ الحديث١ أو حفّاظ الأشعار والحكم والأمثال والنصوص الأدبية وما إليها.. بأمرين أساسيين:
الأول: استكمال القرآن كله حفظا وضبطا، فلا يسمى من حفظ نصف القرآن أو ثلثه ـ مثلا ـ ولم يستكمله، حافظا على الأرجح، وعلى المتبادر إلى الأذهان وإلا صح أن يسمى جميع المسلمين حملة القرآن أو حفظة كتاب الله، إذ لا يخلو مسلم من حفظ الفاتحة وهي من أركان الصلاة على مذهب الأكثرين..
وعليه: فاصطلاح حافظ القرآن أو حامل القرآن لا يكاد يطلق إلا على من حفظ القرآن كله وضبط ضبطا يؤهله لأدائه إلى غيره على قواعد التلاوة وأسس التجويد المعروفة.
الأمر الثاني: المواظبة والمداومة وبذل المجهود لصيانة المحفوظ من النسيان، فمن حفظ القرآن ثم نسيه أو نسي بعضه أو جله إهمالا وغفلة لغير عذر ككبر أو مرض لا يسمى حافظا... ولا

١ الحافظ عند المحدثين من أحاط علما بمئة ألف حديث متنا وإسنادا على الأرجح.


الصفحة التالية
Icon