واستخلص بعض العلماء أنواع القراءات فجعلها ستة أنواع:
الأول- المتواتر: وهو مانقله جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب عن مثلهم إلى منتهاه، وهذا هو الغالب في القراءات.
الثاني- المشهور: وهو ما صح سنده ولم يبلغ درجة المتواتر، ووافق العربية والرسم، واشتهر عند القرَّاء فلم يعدوه من الغلط، ولا من الشذوذ، وذكر العلماء في هذا النوع أنه يُقرأ به.
الثالث- الآحاد: وهو ما صح سنده، وخالف الرسم، أو العربية، أو لم يشتهر الاشتهار المذكور. وهذا لا يُقرأ به، ومن أمثلته ما رُوِي عن أبي بكرة: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ: "متكئين على رفارف خضر وعباقري حسان"١. وما رُوِي عن ابن عباس أنه قرأ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ ٢ - بفتح الفاء".
الرابع- الشاذ: وهو ما لم يصح سنده. كقراءة "ملك يوم الدين"٣، بصيغة الماضي. ونصب "يوم".
الخامس- الموضوع: وهو ما لا أصل له.
السادس- المدرج: وهو ما زيد في القراءات على وجه التفسير، كقراءة ابن عباس: "ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلًا من ربكم في مواسم الحج، فإذا أفضتم من عرفات"٤، فقوله: "في مواسم الحج" تفسير مدرج في الآية.
والأنواع الأربعة الأخيرة لا يُقرأ بها.

١ أخرجه الحاكم، [والآية من سورة الرحمن: ٧٦] بلفظ: ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ﴾.
٢ أخرجه الحاكم، [والآية من سورة التوبة: ١٢٨].
٣ الفاتحة: ٤.
٤ أخرجها البخارى، [والآية من سورة البقرة: ١٩٨] بدون عبارة: "في مواسم الحج".


الصفحة التالية
Icon