ولهذا شواهده، فقد قال تعالى: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ ١، لأن الحكمة إذا ثبتت في المحل دامت، وهي عظيمة الشأن، وقال: ﴿آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ ٢، وقال: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾ ٣؛ لأن بعد الكوثر منازل أعلى، حيث يكون الانتقال إلى ما هو أعظم منه في الجنة، وقال: ﴿حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ ٤؛ لأن الجزية موقوفة على قبول منا، وهم لا يؤتونها إيتاء عن طيب قلب، وإنما عن كره، وقد عبر بالإيتاء في جانب المسلمين بالنسبة إلى الزكاة، وفي ذلك: إشارة إلى أن المؤمن ينبغي أن يكون إعطاؤه للزكاة بقوة، لا يكون كإعطاء الجزية.
١ البقرة: ٢٦٩.
٢ الحجر: ٨٧.
٣ الكوثر: ١.
٤ التوبة: ٢٩.
٢ الحجر: ٨٧.
٣ الكوثر: ١.
٤ التوبة: ٢٩.
ألفاظ:
لفظ "فعل":
يجيء لفظ "فعل" كناية عن أفعال متعددة لا للدلالة على فعل واحد. فيفيد بهذا الاختصار، كقوله تعالى: ﴿لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ ١، فإنها تشمل كل منكر لا يتناهون عنه، وقوله: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا﴾ ٢، أي فإن لم تأتوا بسورة من مثله ولن تأتوا بسورة من مثله.
وحيث أطلقت في كلام الله فهي محمولة على الوعيد الشديد كقوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ﴾ ٣، وقوله: ﴿وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ﴾ ٤.
١ المائدة: ٧٩.
٢ البقرة: ٢٤.
٣ الفيل: ١.
٤ إبراهيم: ٤٥.
٢ البقرة: ٢٤.
٣ الفيل: ١.
٤ إبراهيم: ٤٥.