٤- ويقسم الله على أصول الإيمان التي يجب على الخلق معرفتها فتارة يقسم على التوحيد كقوله: ﴿وَالصَّافَّاتِ صَفًّا، فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا، فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا، إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ﴾ ١.
وتارة يقسم على أن القرآن حق كقوله تعالى: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ﴾ ٢.
وتارة على أن الرسول حق كقوله: ﴿يس، وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ ٣.
وتارة على الجزاء والوعد والوعيد: كقوله: ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا، فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا، فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا، فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا، إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ، وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ﴾ ٤.
وتارة على حال الإنسان، كقوله: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى، وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى، إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى﴾ ٥.
والمتتبع لأقسام القرآن يستخلص الفنون الكثيرة.
٥- والقسم إما على جملة خبرية -وهو الغالب- كقوله تعالى: ﴿فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ﴾ ٦، وإما على جملة طلبية في المعنى كقوله تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ٧.. لأن المراد التهديد والوعيد.

١ الصافات: ١-٤.
٢ الواقعة: ٧٥-٧٧.
٣ يس: ١-٣.
٤ الذاريات: ١-٦.
٥ الليل: ١-٤.
٦ الذاريات: ٢٣.
٧ الحجر: ٩٢، ٩٣.

القسم والشرط:
يجتمع القسم والشرط فيدخل كل منهما على الآخر فيكون الجواب للمتقدم منهما -قسمًا كان أو شرطًا- ويُغني عن جواب الآخر.


الصفحة التالية
Icon