إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} ١: يخبر تعالى عن كفرهم وتمردهم أنهم إذا تليت عليهم الآيات يقولون: لو نشاء لقلنا مثل هذا. وقد تحداهم غير مرة أن يأتوا بسورة من مثله فلم يقدروا وإنما قالوا هذا ليغروا من اتبعهم، والقائل لهذا هو النضر بن الحارث٢، ولذلك "أمر النبي ﷺ بقتله يوم بدر صبرا، فقال المقداد: يا رسول الله أسيري، فقال: إنه كان يقول في كتاب الله (ما يقول، فأمر بقتله. فقال المقداد: يا رسول الله، أسيري، فقال: اللهم أغن المقداد من فضلك. فقال المقداد: هذا الذي أردت" ٣ ومعنى أساطير الأولين: أي كتبهم يتعلم منها؟ وقوله: ﴿وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ﴾ الآية: هذا من عظيم عنادهم، وكان الأولى أن يقولوا: ﴿إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ﴾ ٤ فاهدنا إليه. وكذلك قال الجهلة من الأمم السالفة كقول قوم شعيب: ﴿فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِنَ السَّمَاءِ﴾ ٥ الآية، وقال عطاء ٦:"وهو النضر بن الحارث" فقال الله تعالى: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ﴾ ٧، وقال: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ﴾ ٨. ولقد أنزل فيه بضع عشرة آية من كتاب الله. قال قتادة ٩: "قال سفهة هذه الأمة وجهلتها، فعاد الله بعائدته ورحمته على سفهة هذه الأمة وجهلتها". وقوله: {وَمَا كَانَ

١ سورة الأنفال آية: ٣١-٣٢.
٢ زاد المسير: ٣/٣٤٨.
٣ ابن جرير: ٩/٢٣١، ابن كثير: ٢/٣٠٤.
٤ سورة الأنفال آية: ٣٢.
٥ سورة الشعراء آية: ١٨٧.
٦ ابن جرير: ٩/٢٣٢، ابن كثير: ٢/٣٠٤.
٧ سورة ص آية: ١٦.
٨ سورة المعارج آية: ١.
٩ ابن جرير: ٩/٢٣٣، ابن كثير: ٢/٣٠٥.


الصفحة التالية
Icon