بَيْنَهُمَا فَتَقُولُ: ﴿خَطِفَ﴾ بِالْكَسْرِ لِمَا تَكَرَّرَ وَيَكُونُ من شأن الخاطف الخطف وخطف بِالْفَتْحِ حَيْثُ يَقَعُ الْخَطْفُ مِنْ غَيْرِ مَنْ يَكُونُ مِنْ شَأْنِهِ الْخَطْفُ بِكُلْفَةٍ وَهُوَ أَبْعَدُ مِنْ خَطَفَ بِالْفَتْحِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لِمَنِ اتَّفَقَ لَهُ عَلَى تَكَلُّفٍ وَلَمْ يَكُنْ مُتَوَقَّعًا مِنْهُ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَنَّ فَعِلَ بِالْكَسْرِ لَا يَتَكَرَّرُ كعلم وسمع وفعل لا يشترط فيه ذلك كقتل وَضَرَبَ قَالَ تَعَالَى ﴿إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ﴾ فَإِنَّ شُغْلَ الشَّيْطَانِ ذَلِكَ وَقَالَ ﴿فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ﴾ لِأَنَّ مِنْ شَأْنِهِ ذَلِكَ
وَقَالَ: ﴿تَخَافُونَ أَنْ يتخطفكم الناس﴾ فَإِنَّ النَّاسَ لَا تَخْطِفُ النَّاسَ إِلَّا عَلَى تكلف
وقال ﴿ويتخطف الناس من حولهم﴾
وقال: ﴿يكاد البرق يخطف أبصارهم﴾ لِأَنَّ الْبَرْقَ يُخَافُ مِنْهُ خَطْفُ الْبَصَرِ إِذَا قوي
ومن ذلك مد وأمد قَالَ الرَّاغِبُ أَكْثَرُ مَا جَاءَ الْإِمْدَادُ فِي المحبوب ﴿وأمددناهم بفاكهة﴾ ﴿وظل ممدود﴾ وَالْمَدُّ فِي الْمَكْرُوهِ ﴿وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مدا﴾
ومن ذلك سقى وأسقى وقد سبق ومن ذلك عمل وفعل والفرق بينهما


الصفحة التالية
Icon