الذي جاءه ليزكى (١) أو ينهاه عن طرد الفقراء من قربه (٢) ويأمره بالمصالحة مع زوجاته (٣). وجميع هذه الآيات تدل على معاصرتها المطلقة للنبي صلى الله عليه وسلم.
خامسا: يخطئ وانسبرة في قوله: إنه لم توجد مصادر تاريخية للإسلام قبل القرن التاسع الميلادي (نهاية القرن الثاني الهجري). فإضافة إلى القرآن الكريم، هناك دلائل عديدة تثبت كتابة أقوال النبي ﷺ إبان حياته (٤) وعلى بدء تدوين الأحاديث والروايات بانتظام في الربع الثاني من القرن الأول الهجري (٥). وعلاوة على ذلك، فإن وجود المخطوطات القرآنية القديمة والآثار والنقوش التي ترجع إلى القرن الأول الهجري يبطل دعوى وانسبرة، وتجدر الإشارة هنا إلى اكتشاف مجموعة من المخطوطات القرآنية في صنعاء عام ١٩٧٠ والتي بعضها (خصوصا مخطوطة رقم ٢٠-١٠٣٣) ترجع إلى الربع الأخير من القرن الأول الهجري.
وقبل أن نتحدث عن هذه المخطوطات الصنعانية، ينبغي أن نشير إلى بعض مزاعم أخرى للذين تأثروا بأفكار وانسبرة.

(١) القرآن: ٨٠: ١-٤
(٢) القرآن: ٦: ٥٢
(٣) القرآن: ٦٦: ١-٣
(٤) انظر: صحيح البخاري، ح ١١١-١١٢، ومسند أحمد، ج٢، ص: ١٩٢، ٢٠٧، ٢١٥، ٤٠٣
(٥) انظر مقالات هوروفيز المشار إليها سابقا.


الصفحة التالية
Icon