ويشير أيضا إلى إنه بالرغم من الظلم والاضطهاد من قبل الكفار فإن مجموعة أو أفرادا من المؤمنين بالتوحيد لا يزالون في أماكن مختلفة (١). كما تشير روايات إسلامية إلى وجود بعض الموحدين (الحنفاء) في الحجاز قبيل ظهور الإسلام. فالمعلومات عن الآثار في النقب، خصوصا تلك التي تشير إلى وجود فكرة التوحيد، تؤيد وتوثق ما يقول القرآن والمصادر الإسلامية، خلافا لما يظنه نيفو.
خامسا: يغض نيفو النظر عن أن العرب ذوو عواطف، ويعتزّون بأسلافهم. فلو لم تكن قريش مشركين عند ظهور الإسلام، لما سمح أحفادهم من الأمويين أو العباسيين بتدنيس ذكرى آبائهم بالوثنية، كما يخطئ في زعمه أنه لا توجد آثار تشير إلى وجود اليهود في المدينة أو في خيبر، فإن آثار حصن كعب بن الأشرف أحد زعماء اليهود بالمدينة في عهد النبي صلي الله عليه وسلم موجودة حتى اليوم في ضاحيتها. وبالجملة فإن مزاعم نيفو فاسدة ولا أساس لها من الصحة.

(١) القرآن، ٨٥: ٤-٨


الصفحة التالية
Icon