الناس في أي وقت، فلو أخطأ ناسخ في كتابة كلمة في نسخة ما لكشفه ألوف من الحفاظ والقراء وعامة المسلمين الذين كانوا يقرأون القرآن يوميا في صلاتهم ودراساتهم. ثالثا: كما يتجاهل أن في كل اللغات كلمات لكل واحدة منها عدة معان حسب السياق والموضوع، فيظن أن لكلمة "الحصب" معنى واحداً فقط فلا يمكن استعمالها بمعنى آخر، ومن هذا المنطلق يسفِّه جميع المفسرين والمعجميين القدماء والمحدثين من المسلمين والأوروبيين. رابعا: يذكر بيلامي أن القرآن يستعمل كلمة "الحطب" بمعنى خشب النار (٧٢: ١٥ و ١١١: ٤) ولكنه يغض النظر في الوقت نفسه عن أن القرآن يذكر بصراحة في موضعين أن "الحجارة" تكون وقودا للنار ﴿فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ (البقرة: ٢٤). و ﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ (التحريم: ٦). فلا غرابة أن يذكر القرآن "الحصب" وقودا لجهنم. خامسا: إذا كان بيلامي يظن أن الحجر والحصب ليسا قابلين للاشتعال والتوقد فلا يمكن أن يكونا وقودا للنار فهو مخطئ للغاية. لأن الحجر والمعادن تذوب وتتقد كما نرى في الحمم (Lava) التي تقذفها البراكين والتي تتحجر بعد أن تبرد. وفي الحقيقة فإن جميع الأشياء تتقد وذلك متوقف على درجة الحرارة. وعرف أن درجة حرارة الحمم ١١٥٠ (ألف مائة وخمسون) درجة مئوية، والألماس (Diamond) - وهو أشد المعادن المعروفة حتى الآن - يذوب ويتقد بدرجة حرارة ٤٠٠٠ (أربعة آلاف) درجة مئوية. وهذه الحقيقة العلمية الهامة تكمن في الآيات القرآنية المذكورة. عندما يقول القرآن إن الناس والحجارة (ومنها الأصنام) وقود النار فهو يشير إلى شدة حرارة النار من ناحية وشدة العذاب للكافرين والمشركين من ناحية أخرى.