وأما الذين يدعون أن القرآن قد تطور عبر القرنين الأول والثاني من الهجرة فكلامهم يدور حول المزاعم التالية:
١- إن المصادر التاريخية الإسلامية ليست معاصرة ولا يمكن تصديقها.
٢- إن الحفريات الأثرية في جزيرة العرب خصوصا تلك التي جرت في منطقة نجف كشفت العديد من النقوش القديمة تدل على عدم وجود القرآن في القرن الأول الهجري.
٣- إن المخطوطات القرآنية القديمة التي عثر عليها مؤخرا في صنعاء تشير إلى تطور القرآن خلال فترة طويلة.
٤- وإن نقد النص القرآني بشير إلى أخطاء في نسخ القرآن.
ويتضح مما سبق أن مزاعم المستشرقين لها جوانب متنوعة وأبعاد خطيرة، وأنهم لا يكفون عن محاولات النيل من القرآن.
كما يلاحظ فإن المجموعة الأولى من ادعاءاتهم تتصل بسيرة النبي ﷺ كذلك، وقد عالجت حججهم الرئيسة بالنسبة إلى هذه الادعاءات في كتابي "سيرة النبي ﷺ والمستشرقون" (١). على أية حال، فإنه لا يمكن استقصاء جميع أقوالهم في حدود بحث واحد. لذا خصصت الصفحات التالية لإلقاء بعض الضوء على نظرياتهم بالنسبة للمجموعة الثانية من الادعاءات.

(١) انظر: M.M. ﷺli: Sirat al-Nabi and the Orientialists، vol: ١A، King Fahd Qur'an Printing Complex، Madina، ١٩٩٧، Chapters: x-xii and xvi-xxii.


الصفحة التالية
Icon