قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾ الْآيَةَ ﴿٩٠﴾.
«٥٦٤» - أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قال: حدثنا شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَيْهَقِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بْنُ عبدان، قال: أخبرنا أَبُو الْأَزْهَرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ:
بَيْنَمَا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بِفِنَاءِ بَيْتِهِ بِمَكَّةَ جَالِسًا، إِذْ مَرَّ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، فكَشَرَ إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ: أَلَا تَجْلِسُ؟ فَقَالَ: بَلَى. فَجَلَسَ إِلَيْهِ مُسْتَقْبِلَهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ يُحَدِّثُهُ إِذْ شَخَصَ بَصَرُهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَنَظَرَ سَاعَةً وَأَخَذَ يَضَعُ بَصَرَهُ حَتَّى وَضَعَ عَلَى يَمِينِهِ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ تَحَرَّفَ عَنْ جَلِيسِهِ عُثْمَانَ إِلَى حَيْثُ وَضَعَ بَصَرَهُ، فَأَخَذَ يُنْغِضُ رَأْسَهُ كَأَنَّهُ يَسْتَفْقِهُ مَا يُقَالُ لَهُ، ثُمَّ شَخَصَ بَصَرُهُ إِلَى السَّمَاءِ كَمَا شَخَصَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَأَتْبَعَهُ بَصَرَهُ حَتَّى تَوَارَى فِي السَّمَاءِ، وَأَقْبَلَ عَلَى عُثْمَانَ كَجِلْسَتِهِ الْأُولَى، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فِيمَا كُنْتُ أُجَالِسُكَ وَآتِيكَ، مَا رَأَيْتُكَ تَفْعَلُ فَعْلَتَكَ الْغَدَاةَ. قَالَ: وما رَأَيْتَنِي فَعَلْتُ؟ قَالَ: رَأَيْتُكَ شَخَصَ بَصَرُكَ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ وَضَعْتَهُ حِينَ وَضَعْتَهُ عَلَى يَمِينِكَ، فَتَحَرَّفْتَ إِلَيْهِ وَتَرَكْتَنِي، فَأَخَذْتَ تُنْغِضُ رَأْسَكَ كَأَنَّكَ تَسْتَفْقِهُ شَيْئًا يُقَالُ لك. قال: أوَفَطِنْتَ إِلَى ذَلِكَ؟ قَالَ عُثْمَانُ:
نَعَمْ. قَالَ: أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ جِبْرِيلُ آنِفًا وَأَنْتَ جَالِسٌ. [قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ:
نَعَمْ] قَالَ: فَمَاذَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ: قَالَ لِي: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [قال عثمان] : فذلك حِينَ اسْتَقَرَّ الْإِيمَانُ فِي قَلْبِي، وأحببت محمداً صلى اللَّه عليه وسلم.

(٥٦٤) إسناده حسن: أخرجه أحمد (١/ ٣١٨)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ٤٨) وقال: رواه أحمد والطبراني وشهر وثّقه أحمد وجماعة وفيه ضعف لا يضر وبقية رجاله ثقات. وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية وقال عنه: إسناد جيد متصل قد بين فيه السماع المتصل.
وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤/ ١٢٨) للبخاري في الأدب المفرد والطبراني وابن أبي حاتم وابن مردويه.
والحديث أخرجه الطبراني في الكبير (٩/ ٢٧) و (١٠/ ٣٣٣).


الصفحة التالية
Icon