[٣٣٩]

قَوْلُهُ تَعَالَى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا... الْآيَةَ. [٨].
«٦٦٨» - قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: نَزَلَتْ فِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا أَسْلَمَ قَالَتْ لَهُ أُمُّهُ حَمْنَةُ: يَا سَعْدُ، بَلَغَنِي أنك صبوت، فو اللَّه لَا يُظِلُّنِي سَقْفُ بَيْتٍ مِنَ الضِّحِّ وَالرِّيحِ، وَلَا آكُلُ وَلَا أَشْرَبُ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ وَتَرْجِعَ إِلَى مَا كُنْتَ عَلَيْهِ.
وَكَانَ أَحَبَّ وَلَدِهَا إِلَيْهَا، فأبى سعد، وصبرت هِيَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَمْ تَأْكُلْ وَلَمْ تَشْرَبْ وَلَمْ تَسْتَظِلَّ بظل حتى خُشي عَلَيْهَا، فَأَتَى سعد النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم، وَشَكَا ذَلِكَ إِلَيْهِ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ، وَالَّتِي فِي لُقْمَانَ، وَالْأَحْقَافِ.
«٦٦٩» - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْغَازِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ:
نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِيَّ، قَالَ: حَلَفَتْ أُمُّ سَعْدٍ لَا تُكَلِّمُهُ أَبَدًا حَتَّى يَكْفُرَ بِدِينِهِ، وَلَا تَأْكُلُ وَلَا تَشْرَبُ. وَمَكَثَتْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهَا مِنَ الْجَهْدِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ.
[٣٤٠] قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي... الْآيَةَ. [٨].
«٦٧٠» - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَافِظِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
(٦٦٨) انظر الحديث رقم (٤١٢) - وأخرجه الترمذي (٣١٨٩) وقال: حسن صحيح.
(٦٦٩) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (٤٣، ٤٤/ ١٧٤٨) ص ١٨٧٧- وانظر الحديث رقم (٤١٢).
وأخرجه الترمذي (٣١٨٩).
(٦٧٠) مسلمة بن علقمة: قال الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام. ومع اعتبار الحديث السابق شاهد فإن الحديث حسن واللَّه أعلم.
وعزاه في الدر (٥/ ١٦٥) لأبي يعلى والطبراني وابن مردويه وابن عساكر.


الصفحة التالية
Icon