«٦١» - وَمَذْهَبُ قَتَادَةَ: أَنَّ هَذِهِ [الْآيَةَ] مَنْسُوخَةٌ بقوله تعالى: وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَهَذَا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ. وَقَالَ:
أَوَّلُ مَا نُسِخَ مِنَ الْقُرْآنِ شَأْنُ الْقِبْلَةِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ قَالَ: فَصَلَّى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَتَرَكَ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ، ثُمَّ صَرَفَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ.
«٦٢» - وَقَالَ فِي رِوَايَةِ [عَلِيِّ] بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْوَالِبِيِّ: إِنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، لَمَّا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ- وَكَانَ أَكْثَرُ أَهْلِهَا الْيَهُودَ- أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يَسْتَقْبِلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ.
فَفَرِحَتِ الْيَهُودُ، فَاسْتَقْبَلَهَا بِضْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا. وَكَانَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، يُحِبُّ قِبْلَةَ إِبْرَاهِيمَ، فَلَمَّا صَرَفَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهَا ارْتَابَ مِنْ ذَلِكَ الْيَهُودُ، وَقَالُوا: مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ.
[٢٩] قَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا.... [١١٦].
٦٣- نَزَلَتْ فِي الْيَهُودِ حَيْثُ قَالُوا: عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ، وَفِي نَصَارَى نَجْرَانَ حَيْثُ قَالُوا: الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ، وَفِي مُشْرِكِي الْعَرَبِ [حَيْثُ] قَالُوا: الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ.
[٣٠] قَوْلُهُ تعالى: وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ. [١١٩].
«٦٤» - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: لَيْتَ شِعْرِي مَا فَعَلَ
وزاد السيوطي نسبته في الدر (١/ ١٠٨) لأبي عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٦٢) ابن أبي طلحة: هو علي بن أبي طلحة وهو لم يسمع من ابن عباس. فيكون الإسناد منقطع.
وقد أخرجه البيهقي من طريق ابن أبي طلحة (٢/ ١٢) وأخرجه ابن جرير من نفس الطريق (١/ ٣٩٩).
(٦٤) بدون إسناد- وقد رُوي من وجه مرسل عن محمد بن كعب القرظي بسند ضعيف وهو عند ابن جرير في تفسير هذه الآية وفي إسناده عند موسى بن عبيدة وهو ضعيف.
وذكره السيوطي في الدر (١/ ١١١) وقال هذا مرسل ضعيف الإسناد.