كيفية تطبيق ذلك على المصاحف في دور الطباعة الحديثة:
سبق أن قلنا: إن اتفاق القراءة مع المصحف الذي أرسل إلى كل قطر إنما هو في الغالب فقط، وليس مطردا، وشرط قبول القراءة: موافقتها لأحد هذه المصاحف، وليس شرطا أن توافق مصحف أهل القطر المعين.
ولذلك نجد في المصاحف التي طبعت على رواية "حفص" أنه اتبع فيها رسم الكلمات على حسب الرواية، حتى ولو كانت مخالفة لمصحف أهل الكوفة.
جاء في التعريف بالمصحف الذي أشرفت على طبعه لجنة من العلماء في مصر سنة "١٣٤٢هـ-١٩٣٢م" ما نصه:
"أما الأحرف اليسيرة التي اختلفت فيها أهجية تلك المصاحف، فاتبع فيها الهجاء الغالب، مع مراعاة قراءة القارئ الذي يكتب المصحف لبيان قراءته"١.
ولذلك رسم فيه قوله تعالى: ﴿وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ﴾ ٢ بسورة "يس" بالهاء، تبعا لرواية حفص، مع أنها في مصحف أهل الكوفة بدونها.
كما رسم قوله تعالى: ﴿يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ﴾ ٣ بهائين، تبعا للرواية، وهي في مصحف الكوفيين بهاء واحدة.
وهذا لا يخرج المصحف عن كونه موافقا لرسم المصاحف العثمانية.

١ راجع: التعريف بالمصحف الشريف في آخره.
٢ سورة يس من الآية "٣٥".
٣ سورة الزخرف من الآية "٧١".


الصفحة التالية
Icon