اختلاف القراءات، وبعضها يرجع إلى أسباب أخرى، قد لا ندرك لها سرا، وعلماء الرسم يقسمون الحذف إلى ثلاثة أقسام: حذف إشارة، وحذف اختصار، وحذف اقتصار١.
ومن ذلك حذف الألف من الأسماء الأعجمية.
قال أبو عمرو الداني:
"اتفقوا على حذف الألف من الأعلام الأعجمية المستعملة، كإبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، وهارون، ولقمان، وشبهها، وأما حذفها من سليمان، وصالح، ومالك، وليست بأعجمية، فكثرة الاستعمال، فأما ما لم يكثر استعماله من الأعجمية فبالألف، كطالوت، وجالوت، ويأجوج، ومأجوج، وشبهها"٢.
ومن أمثلة حذف الألف للإشارة إلى قراءتين أو أكثر:
قوله تعالى: ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ ٣. حذفت الألف من كلمة ﴿وَمَا يَخْدَعُونَ﴾ لتحتمل قراءة "وما يُخَادعون" بالألف وضم الياء وفتح الخاء٤.
ومثل قوله تعالى: "وترى الشمس إذا طلعت تَزَور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه"٥.
ففي قوله تعالى: "تَزَور" ثلاث قراءات:
الأولى: "تَزْورُّ" بإسكان الزاي وتشديد الراء، بلا ألف، لابن عامر ويعقوب.
الثانية: "تَزَاوَرُ" بفتح الزاي مخففة وألف بعدها، وتخفيف الراء، لعاصم وحمزة والكسائي وخلف.
٢ انظر: البرهان "١/ ٣٩١-٣٩٢".
٣ سورة البقرة الآية "٩".
٤ انظر: إتحاف فضلاء البشر "١/ ٣٧٧".
٥ سورة الكهف من الآية "١٧".